تاريخ عريق لمدينة .... برج البرلس

السبت، 26 يوليو 2014



ورد ذكر اسم البرلس في كتب التاريخ مقروناً بلفظة ثغر، وهذا يدل على الأهمية العسكرية للبرلس من حيث كونها موضع رباط. قال
 
عنها الإمام السخاوي :
 
 البرلس ثغر عظيم من سواحل مصر. 
وقال اليعقوبي :
 
 
مدينة البرلس على ساحل البحر المالح ، وهي موضع الرباط.
 
 
أي موضع الجيش والسلاح لترَصد أي محاولة عدوان على الأراضي الإسلامية.
 
لقد مر بالبرلس الرحالة المغربي محمد بن عبد الله بن محمد الطنجى  المعروف  بابن بطوطة وأطنب في ذكر البرلس، ووصفها بأنها
 
بلاد الصالحين، ثم وصف خيراتها من مزارع وبحيرات، ومما ذكره:
   
 
... بلاد البرلس ونسترو، وهي بلاد الصالحين... فقصدت تلك البلاد، وهي كثيرة النخل والثمار  والطير البحري والحوت- المعروف  بالبوري ومدينتهم تسمى ملطين  وهي على ساحل البحيرة المجتمعة من ماء النيل  وماء البحر المعروفة ببحيرة تنيس، ونسترو بمقربة منها.. نزلتُ هنالك بزاوية الشيخ شمس الدين القلوي، من الصالحين.
 
 
وعلى أثر  الفتح الإسلامي سكن عدد من الصحابة بالبرلس منهم  وردان مولى عمرو بن العاص ، وغانم بن عياض الأشعري، قال المرتضى الزبيدي:
 
ذكر أبو بكر الهروِي أن بالبرلس، اثني عشر رجلا من الصحابة، لا تعرف أسماؤهم، وقد نسب إليها جماعة من أهل العلم، منهم أبو إسحاق إبراهيم بن سليمان بن داود الكوفي البرلسي الأسدي، حدَّث عن أبي اليَمانِ الحَكم بنِ نافِعٍ، وعنه أبو جعفر الطحاوي، وكان حافظا ثقة». وقال الصاغاني: «بُرُلُّس: قرية من سواحل مصر يُنسَب إليها جماعة من أهل العِلم».
 
 
 
على أثر الفتح الإسلامي فُتحت البرلس في خلافة  عمر بن الخطاب ، وكان فاتحها وقائدها وحاكمها هو الصحابي غانم بن عياض الأشعري حفيد  أبي موسى الأشعري ولقد عرف محبة أهل البرلس وبلطيم له، وظل يحكم فيهم حتى توفي بينهم ودفن بها.
استهدف الرومان البرلس بعد فتحها كمحاولة منهم لاستردادها والانطلاق منها عبر سواحل مصر لإخراج المسلمين ، وكان ذلك في خلافة معاوية بن ابي سفيان وحدَث أن القوات الرومانية داهمت سواحلَ البرلس، فجاء إلى الإسكندرية  - وكان حاكمها علقمة بن يزيد القيطعي- أن الروم قد نزلوا البرلس فأغيثوها، فاستنفر علقمة الناسَ إليهم، فولى عليهم وردان مولى  عمرو بن العاص فنفر بهم حتى قدم البرلس بجيشه، فوجد الروم بها، فاقتتلوا قتالاً شديداً فاستشهد وردان ومن معه، وعدد من الصحابة منهم أبو رقية اللخمي - وكان على الخراج- فاستشهد وعائذ بن ثعلبة البلوي -وكان على الخيل- فاستشهد. ومكان هذه المعركة -على الأرجح- في موضع قرية العنابرة الآن، حيث بها عدد من القبور تنسب إلى جماعة من الصحابة

0 التعليقات :

إرسال تعليق

 
البرلس بلدي وبأحبها إنشاء وتطوير : خالد رزق فرج